الأحد، 20 مايو 2012

فجأة ..



فجأة خطر لي أن اكتب شيء.. أيّا كان ..


اعتدلت في جلستي و احتضنت حاسوبي الشخصي و سرحت ..
ماذا أكتب ؟؟ .. و عن ماذا أكتب ؟؟ .. و كيف باستطاعتي الفصل بين خيال قصة و واقع مقال .. بعد أن اعتدت على ترجمة خيالي إلى كلمات .. وبعد أن اعتادني الخيال و أسكنني فى عالمه مطلّقة به الواقع بالثلاث ..
قضيت نحو الساعة أفكر .. فكرة تجرني شمالا وأخرى ترمي بي يمينا .. و تلك التي هناك تومئ لي منادية .. أركض نحوها ثم ما تلبث أن تتبخر وتتلاشى .. كأن لا فكر لدي .. ولا خَيار ..

و أنا في غمرة سهوي تعالى اهتزاز جهازي البلاك بيري .. هذا الذي ما عاد هاتفا نقالا بل عالما بأكمله ..
رسالة من الرسائل التي تتناقل بين الأصدقاء و تُبث بينهم بشكل جماعي .. تُعجبني هذه التقنية فهي تختصر الوقت و توجز البث و تلم الشمل رغم الإحراج الذي يحدث أحيانا عندما ننتقي خطئا أشخاصا غير معنيين بالموضوع ولا بأي شكل من الأشكال .


أعود لموضوع الرسالة .. كانت حول مبدأ التسامح .. كيف و متى نسامح .. ولمن نغفر الخطأ في زمن الكذب و المصالح و المجاملات .. و الكثير من أقنعة الزيف .
وضعت الرسالة جانبا و أرحت رأسي على الوسادة خلف ظهري .. نظرت إلى السقف .. بارد وبعيد زينته ثريا صغيرة الحجم بثلاث لمبات احترق أحدهم و أظلمت بسببه حجرتي ..
الجدران .. صامتة و جميلة بلون اللافندر ..تناثرت فيها اللوحات ..
الأرض .. سيراميك بارد أقشعر له عندما أخطوعليه .. جمّلتها بسجاد لتنشد قدمي الدفء فيه ..
تأملت كل ما حولي .. فوجدت الزيف يحيط بي من كل جانب .. فما وراء الجدران المطلية الجميلة سوى "طوب" .. و ما تحت السيراميك سوى اسمنت و أخشاب .. و ما فوق السقف والثريا سوى جبس و حديد ..
حتى أنا .. أرتدي في اليوم ألف قناع فقط كي أخفي الحزن لو زارني أو الأرق لو تملكني طيلة مساء ..

نطلب الصفح من غيرنا قبل أن نصفح نحن عن أنفسنا .. نلوم الغير على زيفه رغم ان الزيف داخلنا و حولنا و معنا حتى في خلوتنا .. نبحث عن الكمال و نُحاسب الناقص منا على نقصانه و لا نرى النقص فينا ..
نسينا أو تناسينا بأنا بشر .. نخطئ ونصيب .. وأبدا لن نكتمل ..

حياتنا كذبة .. و ألف قناع ..

نقطة على السطر .. انتهى .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق