آلهديــــة
مدت يدها من تحت الغطاء بتثاقل لتسكت جرس المنبه ،، لطالما أرادت أن تستبدله بآخر لرنينه المزعج فكأنه صوت أداة حفر يكاد يخرق أذنيها ،، كما تحب أن تصفه ،، أزاحت الغطاء عن وجهها وعينيها نصف مغمضتين ،، تشعر بكسل شديد وعدم رغبة بمغادرة السرير ..
استلقت قليلا وراحت تفكر كيف تقضي يومها ..
و سرعان ما قررت ،
جلست على مقعدها في السيارة تتأمل الناس والشوارع وهذه الحياة ..
استحضرت تجربتها العاطفية الفاشلة وكيف خرجت منها كسيرة القلب ولكن أكثر نضجا وقوة ،،
إنه الحب الذي طالما أرادته يزور قلبها ،، وما أن عاشته حتى غيرها وبدّل حالها ،،
شعورها بالشوق واللهفة صاحبها أم كلثوم وهي تغني " سيرة الحب .. انت عمري .. أنساك يا سلام ؟؟ " ،، وفجأة تحول بها إلى " حب إيه الي انت جاي تقول عليه ،، اسأل قلبك " ..
تحول كبير من أغاني الشوق والوعود إلى أغاني الوداع والهجر ..
عجيب أمر هذا الحب ،، هذا الزائر ،، ما أن يأتي حتى نرى الدنيا من خلاله بمنظار مختلف .. وردي أكثر صفاءا ورونقا ،، وفي بعض الحالات نكتشف بأنها مجرد أوهام ،، وعود زائفة ،، كمن يبحث عن الماء عطشا وما أن يلمسه حتى يسيل من يديه ،، ويصحو على سراب ،، مجرد سراب ..
هي وحيدة وتعرف أنها مهما كابرت وتمردت وأنكرت حاجتها للرجل لكن عبثا تحاول ،، فستبقى الأنثى التي بحاجة الرجل في حياتها ،، الحبيب والصديق والأخ والأب والطفل ،، رجل تراه في كل الناس لكنه ليس مثلهم ،، سيكون الأفضل والأعلى و الأجمل .. و الرجل الحق .
" قد شفيت منك وتبت عنك وها أنا أناديك مرة أخرى ،، يا للعاطفة ويا للرومانسية ويا للأنثى"
توقفت بها السيارة عند أحد المراكز التجارية ،،
استوقفها ازدحامه الشديد في هذا الوقت من النهار ،، الكثير من الفتية والفتيات و محلات الهدايا تعج بالبالونات الحمراء والقلوب ،، ما الذي يحصل ؟؟ ..
بومضة ،، تذكرت بأنه يوم الحب ..
دخلت أحد المحلات وراحت عيناها تجولان في المحل وكانها طفلة تتعرف على الحياة لأول مرة .
قلوب ،، شموع ،، بطاقات ،، شرائط حمراء ،،
أحمر أحمر أحمر ،، الأحمر في كل مكان.
وقع اختيارها على قلب أحمر صغير و شمعة عطرية ،، وبطاقة في منتهى الرقة كتب فيها :
" I love you .. Because of you "
قامت بلف الهدية بشريط أحمر صغير ..
كتبت داخل البطاقة جملة واحدة فقط ..
" حبيبي ،، أهديك الحب ،، وأهديك الضياء ،، وأهديك كل حياتي "
خرجت من المحل تحمل الهدية وقلبها يتراقص من الفرح ..
لا تعرف لمن ستهديها ،، لكنها متأكدة بأنه لابد قادم إليها ..
هالة من الضوء ومضت بين الناس ..
لمعت عيناها ..
خفق قلبها ..
ابتسمت في حياء ..
؟؟؟
* كتبتها عام 1999 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق