الأحد، 20 مايو 2012

غيّرتني أمنية



كُنت هناك .. عند تلك الحافة من ملل الانتظار .. أصفع كفّا بكف و ألطم حظاً عاثراً ..
و هن إلى جانبي .. تجاورن رفقة لي و ولدن غفلة مني .. ما أن يصعدن أبراجا من أمل حتى يقعن و يغرقن في دوامات مجهول .. يبهُتنَ خيفة من نسيانهن على قارعة ما تبقى من شتات زمن ..

نَسَلت إحداهن سِحرها عن خنق تزاحمهن ..
تعثّرَت ألف مرة و هي تحبو نحوي ..
كم هي جبّارة و فتّية .. و بينها وبين الكسر ومضة ..

استرخت قِبَل قلبي .. استراحت و رخَت ..
همَسَتْ سرا حتى كادت لا تسمعني ..
بكت يأسي و انهزامي .. رشّت على أجراحي ملح عتاب .. و نفضَت عن يقيني غبار ألم ..

" اعتقينا لله .. اكسري قُمقُم يأسك و أخرجينا منه .. حرام عليك هذا الوأد و شمسنا إلى الآن تشرق .. تظلميننا بظلام ما فتئت تغرقينا فيه .. كفى يا غالية .. ارحمي هذا القلب فما عاد يحمل عصرا و ألاما ..
قالها لنا الله " فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا .." ..
رددها على قلوبنا مؤكدا على قدرته " ان الله على كل شيء قدير " ..
وعدنا يعطينا " و لسوف يعطيك ربك فترضى " ..

و أنتِ هنا تبكين حلما لم يتحقق بعد؟؟ ..
اعتقي هذي الأماني و انشريها أجنحة على عرض السماء .. أنثريها مطرا يروي عطش السحاب .. اسكبيها في مآقي البحر والأنهار .. و اروي بها أرض الحياة .. آمني بأنها ستوجد .. كوني على يقين بأنها كائنة لا محالة ..
اكسري قيودها .. لتتحقق .. لتومض برقا يضيء أيامك ..
اعتقيها ولا تخافي .. قدر حبها لكِ ستعود ..
ستتحقق .. " ..

ابتسمْتُ فرحا و ضحِكْتُ رضا ..
وقفت أرقبها تعتلي صفحة الهواء و تشق ظلمة المساء .. انتثرت نجوما من أمل و حلّقت هناك ..
دقّت على أبواب السماء السابعة ليستجيب لها الله ..
ابتسمن لي وعدا بلقاء قريب ..

أمنية صغيرة .. تتحقق معها جميع الأمنيات ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق