* ماما زمانها جاية
* ماما زمانها جاية
امتلأ بيتي بالصخب والضجيج .. البالونات بعضها معلق على السقف وعلى الجدران والآخر ملقى على الأرض .. وبعض البقايا تناثرت في الأرجاء .. ضحكات وصراخ الأطفال وأصواتهم تداخلت مع أصوات الأغاني التي انتشر صداها في أرجاء البيت .. حديقتي الخارجية مليئة بالأطفال وألعابهم .. ضجيج في كل حدب وصوب ..
عند الثامنة مساءا .. أُطفئت كل الأنوار .. وعلى صوت الأغنية .. "هابي بيرث داي تو يو" .. وضوء لهب الشمعات يتراقص بفرح ليشارك ابنتي فرحتها ..
وكأنها بالأمس فقط أشرقت أنوارها في حياتي .
أذكر يوم أخبرتني الطبيبة بنبأ حملي .. لم تسعني الدنيا فرحا بها .. كم انتظرت ذلك اليوم ..
أول نبض في أحشائي .. واستدارة بطني .. وكِبر حجمها يوما بعد يوم .. فترة الوحم .. وإرهاق التسعة أشهر وثقل جسمي وزيادة وزني .. واختلاف طفيف في ملامحي .. كل ذلك وغيره .. دفعته ضريبة لأحلى فرحة في حياتي ..
وجاءت إلى الدنيا ..
أول لمسة .. أول نظرة .. أول صرخة بكاء .. أول احتضان .. أول ضحكة .. أول بسمة .. أول زحف وحبو .. أول خطوة .. أول سن .. أول كلمة نطقتها .. أول يوم في المدرسة .. أول درس .. أول عقاب .. أول هدية .. أول واجب مدرسي .. أول تكاسل .. هي أول قصة وحكاية ..
كل هذا مر كعبق زهر في ذاكرتي وهي تنحني لتطفئ شمعتها الثامنة .
أنجبت بعدها اثنين.. في سنين متقاربة .. توقعت بأن هذا سيكون أفضل لهم .. حتى يكبروا معا .. وكي يتقلص جهدي في التربية .. ولكن اكتشفت بأن التعب والجهد صارا مضاعفين ثلاث مرات .. كل شيء تضاعف .. حتى الحب والخوف والترقب والقلق والمسؤولية . توقعت أن أتعلم معها أساليب التربية والتقويم، على اعتبارها الأولى فستكون هي الأساس ومعها سأبني مفاهيم الأمومة وأعرف معناها .
ولكن .. و مع كل طفل يأتي أبدأ مشواري من جديد .. وأتعلم من جديد .. وأصير أما من جديد .
لا أنكر بأن حياتي تغيرت كليا منذ ولادتها وولادة بقية إخوتها .. انتقلت من دنيا إلى أخرى أكثر جمالا وسحرا .. تغيرت نظرتي إلى الحياة، صرت أراها بمنظارهم .. وأوافق وقتي مع أوقاتهم .. تغيرت شخصيتي واهتماماتي وأولوياتي ..
نمط أيامي كله تغير .
حتى والدهم .. أصبح كاهل المسؤولية على عاتقه أكبر .. وصار يسبق حاجاتهم على حاجته .. ورغباتهم على رغبته .. والسعي على تحقيق أحلامهم قبل حلمه .. لم لا !!.. وأبناءنا هم الحلم ذاته .. هم الأمل .. هم المستقبل الذي نبنيه ونسعى للوصول إليه وتحقيقه بكل ما نملك من إحساس وحب و عاطفة نستشعرها نحوهم ..
" ما أجمل الوقوع في حب طفل .. والأجمل عندما يكون هذا الطفل ابنك .. دمك و روحك .. قطعة منك خُلقت منك .. عزف قلبك من نبضاته " .
قبل زواجي عندما أجتمع مع صديقاتي الأمهات كنت أرسم لهم ملامح من أمومتي المستقبلية .. فأقول لهم : " أتمنى لو أنجب أطفالا توائم .. اثنان أو أربعة توائم دفعة واحدة " . ولا أتلقى منهم سوى جملة واحدة : " أنتِ مجنونة .. ليس سهلا أن تنجبي طفلا واحدا .. كيف بكِ تطمحين لتوائم ؟؟ .. غدا ستتزوجين و سنرى " .
الآن تزوجت و أنجبت ولحقت بالرَكب .. وصرت أردد ما كن يرددن.
" ليحفظ الله لي أبنائي من كل شر .. هم قطعة مني و إن لم يولدوا توائما " .
اسمحوا لي أيها الأعزاء بأن أقص عليكم أحداثا أشبه ما تكون بفيلم ملحمي ضخم .. مليء بالإثارة والتشويق.. من إخراجي و إنتاجي والبطولة المطلقة لصغاري.. و زوجي فيه ضيف شرف.
يبدأ نهاري عادة بمناورات عسكرية مع الأبطال الصغار، كالجندي في أرض المعركة .. أركض من حجرة إلى أخرى لأوقظهم من نومهم ثم أقوم بتحضير إفطارهم و إطعامهم.. وبعدها مساعدتهم في ارتداء ملابسهم و تجهيزهم للمدرسة .
غلبة وجلبة و فوضى .. بكاء و عناد و شروط لا أول لها ولا آخر يفرضها علي الصغار عند اختيار الطعام الذي سيرافقهم إلى المدرسة . أحيانا يخضعون لي طائعين .. و كثيرا ما كنت أنا الخاضعة .. " قلب الأم أيها البشر " .
كثيرا ما يساعدني زوجي في هذه المهام .. وبعض الأحيان تساعدني الخادمة لسبب بسيط .. فهو ما يزال نائما.
بعد ذهابهم إلى المدرسة و مغادرة زوجي إلى مقر عمله .. يبدأ يومي ..
نسيت أن أخبركم بأن أسرتي الصغيرة تنتظر ضيفا سيحل عليها مطلع الشهر المقبل .. " نعم .. أنا حامل " .. ولذا انا اليوم اقضي إجازتي الاضطرارية من العمل في جنتي .. بيتي ..
عادة ما أقضي نهاري مع بعض الصديقات ربات البيوت .. و أغلب أيامي أبقى في بيتي .. أهتم بشؤونه و أضع عليه لمساتي النهائية بعد أن تنتهي الخادمة من تنظيفه .
" ست بيت درجة أولى " .. بشهادة زوجي.
ذات ضحى .. بينما كنت منهمكة في القراءة رن جرس الباب، كانت صديقتي جاءتني زائرة أو (هاربة ) لوصف أكثر دقة.
تحادثنا سويا لبعض الوقت ثم راحت تبكي قهرا، أقلقتني بل أخافتني حد البكاء معها .. لبعض الوقت ثم أفاضت لي عما يعتصر قلبها ألما .. " زوجي تزوج علي " .. وانهارت تماما .
لم أتفاجأ ولم أستغرب أبدا زواجه بأخرى غيرها ليس لعيب فيه أو أنه كبعض الرجال الذين لا تكفيهم امرأة واحدة .. بل كانت هي السبب .
كثيرا ما كانت تحدثني عن خلافاتها معه و رغبتها بالانفصال عنه و عندما أسألها عن الداعي لهذا الانفصال المدمر تقول : " مللت منه " .
" مللت منه ؟؟ .. وا عجبي !! .. هل كل حالة ملل تصيب أي علاقة زوجية لابد حينها من انفصال الزوجين ؟؟ ..يا للسخرية " .
ببساطة .. كانت تجسد وبجدارة شخصية الزوجة المهملة لزوجها .. هذا الإهمال الذي ينبذه الرجل ويحسبه إذلالا لشخصه و إلغاءا لوجوده . فعند حضوره تحلق هي في فضاء آخر بعيدا عنه ، وتنغمس في شؤونها الخاصة و أحاديثها مع الصديقات أو السكن خلف ظلال مرآتها .
كنت دائما أنهيها عن ما ترتكبه من أخطاء في حق زوجها وبيتها .. وأحكي لها قصصا من بعض قراءاتي و ما أراه في المجتمع من حولي ، خصوصا وأن زوجها رجل عاقل و يُشهد له برحابة الصدر وسعة الخُلق .. و ليس ممن يرغبون في التعدد أو حتى مغازلة النساء .
" لا أكثر من الإهمال سببا سيدفع زوجك يوما للاقتران بأخرى " .. قلت لها يوما و ما سمعتني .. حتى وقع الفأس في الرأس .. و صار ما صار .
ما حدث معها أعادني بالذاكرة إلى اليوم الذي طلبت فيه من زوجي أن يستقدم لنا عاملة منزلية لتساعدني في أعمال البيت ..
همس لي حينها وبكل حنان : " سألبي طلبك .. فكل طلباتك أوامر .. ولكن عديني لو شعرت يوما بالعطش و اشتقت لرشفة ماء فلن يناولني إياها سواكِ " .. ابتسمت له مدركة حاجته.
تأكدت يومها بأن أي امرأة بإمكانها أن تكون ملكة في بيت زوجها و أن تعيش برفاهية كاملة .. يدللها ويلبي لها مطالبها كسيدة في قصر من ذهب .. و عندما يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة يحب أن تكون هي فقط الحاضرة دوما.. وليس الخادمة .
" العاملة ستكون لخدمتي و مساعدتي أنا .. و أنا وحدي سأعتني بعائلتي .. فمن يحبها مثلي ؟؟ " .
قولا كثيرا ما سمعت أمي تردده و جدتي سبقتها إلى هذه القناعة .. و اليوم صار يقينا.
قد تتساءلون فيما إذا كان زوجي ملاكا أو شخصا كاملا .. لا يا أعزائي، لا هو بالمثالي ولم أكن يوما أنا أيضا كاملة .. لذلك لن أصف حياتنا بالمثالية ولا حتى يُضرب بها المثل .. فلكلينا عيوب و سلبيات كما هو الجانب الإيجابي و الحَسن يصفنا ويسكننا .
في البداية و في أول سنة لنا معا واجهتنا الكثير من الصعوبات كأي زوجين يبتدئان سويا مشوار حياتهما.
هذا طبيعي جدا .. فكلانا جاء من بيئة مغايرة عن الآخر .. إلى جانب أني امرأة و هو رجل .. و لكم أن تتخيلوا خلافاتنا و اختلافاتنا النفسية والفكرية ( البسيطة ) .. و أقول بسيطة لأننا استطعنا أن نجيرها لصالحنا . فلو كانت عميقة و كبيرة لما كنا حتى اليوم نتشارك هذه الحياة.
مررنا بالكثير من المشاكل العابرة والتي تضحكنا في بعض الأحيان .. فمثلا .. أنا أميل إلى الاستيقاظ متأخرا أما هو فأعتبره رجلا منظما و دقيقا جدا و كثيرا ما أمازحه بقولي :" نظامك بريطاني " ليرد ويقول :" نظامك بلا نظام " .
" خفيف الظل هو زوجي .. أليس كذلك ؟؟ " .
كنت كثيرا ما أراه سارحا و كأنه في دنيا أخرى غير دنيانا .. و ما كان يقتلني حقا هو هذا الصمت المريب الذي يطغى على حاله ليجرني معه نحو هاوية القلق .
ذات يوم كنت أقرأ كتابا يناقش العلاقة بين الرجل والمرأة . واستوقفتني إحدى الحقائق التي تشير إلى أن الرجل عندما تواجهه معضلة ما أو مشكلة في العمل أو أيا كان .. فإنه ينغلق على ذاته و يبقى في معزل عن الجميع .. حتى زوجته.
إنها طبيعته كرجل بخلاف المرأة التي تتحدث عن مشاكلها و تبوح بما تشعر به .. حتى و إن لم يملك الحل لمشكلتها.
" زوجي يبقى و حيدا حتى تنجلي الغمامة .. و أنا أحتاج إلى الإنصات في حد ذاته .. حقيقة استطعنا استيعابها .. و احترامها و ممارستها .. فاستقر بنا مركب الحياة على شاطئ الأمان " .
حقيقة أخرى لابد وأن أخبركم بها .
" حديث الوسادة " .. نعم يا أعزائي .. كما قرأتم تماما.
هذا الحديث الهامس بين أي زوجين وممارسته قبل النوم .. عندما يكون الذهن صافيا و الجسد مستلقيا بكل سكينة و الروح هادئة و مطمئنة .. سيكون للحديث أبلغ الأثر و للحكايات طعم آخر.
نبقى نتسامر ونتحدث عن أي شيء و كل شيء .. بلا حواجز ولا حدود . يحيطنا الهدوء الذي يغدو كمنفضة ننفض به ضغوط النهار و شوائبه .. فنغفو في سلام وتصالح مع النفس و كأن روحا جديدة تنتظر أن تولد مع شمس غدنا القادم .
لا توجد سعادة كاملة ، فدائما أراها كالحزن هما وجهان لعملة واحدة .. بالمشاركة سيموت الحزن و بالقسمة تزهر السعادة.حتى نمضي في حياتنا بإيجابية لابد وأن نكون محاطين دوما بالأشخاص المتفائلين كي يعم الفرح و يؤثر فينا ويغلف محيط دائرتنا .. على العكس منه التشاؤم والسلبية ، فما أتعس الفرد منا حين يتشارك الحياة مع شخص سلبي لا يرى منها سوى اللون الأسود القاتم .. والنصف الفارغ من الكوب.
" التفاؤل كقطعة شوكولاته نُهديها لمن نحب .. فنطعمها بشكل ألذ "..
مقتنعة وبشدة بأن إحساسي بالسعادة سينعكس على ملامحي وسيلحظها زوجي في قسماتي و سلوكي معه .. مما سيولد ذلك شعوره هو أيضا بها ..
" لا .. ليس خيالا و لا شعرا ولا رومانسيات فائضة .. بل هو حقيقة واقعة نعيشها كل يوم .. فالاستقرار النفسي نصنعه نحن و لا ننتظر من يصنعه لنا " .
سرقني الحديث عن الزواج و الأزواج ولم أكمل لكم مغامراتي مع أطفالي الأشقياء .
ما أن ينتصف النهار حتى أشتاق لضجيجهم و مشاكساتهم وأبقى أطارد عقارب الساعة حتى تحين عودتهم .. وما أن يُفتح باب البيت و تطل علي وجوههم البريئة حتى يستقبلهم حضني و أحيطهم بحناني كالسحابة في السماء تحضن ضوء القمر..
" أقماري الصغار.. كم أحبكم " .
أقضي معهم ساعات النهار بين استذكار للدروس و مشاهدة التلفاز و الكثير من فترات اللعب .
أحب كثيرا أن أشاطرهم المرح لتستيقظ طفولتي النائمة من سباتها الطويل وتزهر شقاوة و دلال .
كثيرا ما يباغتنا زوجي أثناء انسجامنا في اللعب .. فإما أن يشاركنا هو أو يتخذ مجلسا في زاوية الغرفة ويبقى هناك يراقبنا عن كثب .. فيبتسم حتى تشرق نواجذه و يصيح بأعلى صوته ضاحكا : " ما عدت أفرق بين الأم وبين صغارها .. جميعكم أطفال ".
" ما أجمل أن أعود طفلة في عمر أبنائي لأعود إلى زمن البراءة بدلا أن يسبقوا السنوات ليكبروا وهم ما يزالوا صغارا .. لابد و أن يعيشوا طفولتهم بكل ما فيها " .
هذه قناعتي .. و سأبذل كل ما في وسعي لأفسح لهم المجال كي يعيشوا كل مرحلة في حياتهم كما هي .. لا أن أسابق الزمن .. فيخسروا طفولتهم و يُحرموا منها.
كثيرا ما أقارن بين ما كانت عليه طفولتي و كيف هي طفولة ابنتي اليوم.. كيف كنت وكيف هي الآن .
تفوقني جرأة وتفرض رأيها بكل إصرار واعتزاز.. في عمرها كنت أكثر خجلا وأكثر هدوءا و صمتا . هل هو اختلاف شخصياتنا .. أو هو اختلاف الزمن ؟؟.
ومعاركي التي لا تهدأ ولا تستكين مع أخي .. كأنها عادت وتجددت مرة أخرى .. معها وإخوتها .. كيف وفي لمح البصر تنقلب أجواء البيت من الهدوء إلى الضجيج والبكاء والعراك والخصومات العنيفة في بعض الأحيان .. ولكنها لا تطول .. فهؤلاء الأطفال لديهم القدرة على المصالحة والعفو عن بعضهم البعض وفي زمن قياسي .. تعود المياه إلى مجاريها ويعود الصفو والهدوء .. وفي غمضة عين تطغى البراءة على كل شيء .
قبل خلودي إلى النوم قمت أرتب بعض الحاجيات بعد نوم جميع أهل البيت وانتهاء الحفلة وعودة الأطفال إلى منازلهم . نعم صحيح .. كنت قد سرحت بأفكاري وعدت معكم بالحديث إلى الماضي القريب مما أنساني حفلة ابنتي الغالية وضجيج صَحبها و شقاوتهم.
في ظلمة المكان تعثرت بدمية ابنتي فالتقطتها عن الأرض .. مشيت قليلا فوجدته هناك .. بيتها من المكعبات .. يسكن مكانه القصي في إحدى زوايا الحجرة الفسيحة .. ساكنا كحلم و راسخا مثل أمل.. مثل ذكرى أبت إلا أن تزورني اليوم.
ماضيي البعيد عاد ليحتفل معي .. عاد فأحيى آمالي القديمة و أيقظ البراءة داخلي .
غافلتني دمعة حنين وفرت من عيني بلا موعد ولا استئذان.
جلست على حافة الدرج أحضن دميتها الغضة وعيناي تسكنان ذلك الحلم الصغير .
كنت يوما ما في ذلك الزمن البعيد ألعب بدمية مثلها .. وأصنع بيتا من مكعبات ملونة .. واليوم مرت سنوات عمري وكبرت، وسكنت بيتا حقيقيا و أصبحت أما لصغار من دمّي .. عوضا عن دمية.
تجدد حنيني إلى ذلك الماضي النقي الصافي.. اشتقت إلى طفلة بضفائر سود مبعثرة تركض حاملة دميتها .. تلاعبها و تحاكيها و تعيش معها سحر أمومة لم أشعر بها سوى الآن.
قالت لي جدتي يوما :" الأمومة غريزة يخلقها الله داخل كل أنثى .. تكون ساكنه وهادئة وبلا حراك .. لا يحركها إلا نبض الطفل داخل أحشائك . عند ولادته وكأن طوفانا من المشاعر والحنان يتدفق ويتدفق بلا أدنى سيطرة على جريانه .. و لا تعرفين منبعه . جل ما تعرفينه حينها .. هو أن هذا الصغير الذي بين يديك تضمينه وتناغيه .. هو حياتك .. هو الفرح والسعادة .. ومن كل الدنيا لن يحتاج سواك . سيكون هو نقطة ضعفك الوحيدة .. هو فقط .. ومن أجله تهون الدنيا وترخص بكل ما فيها " .
رحمك الله يا جدتي .. لن تعوّضي .
أطفأت أنوار البيت .. وأغلقت النوافذ والأبواب ..
اطمأننت على صغاري وهم نيام .. وطبعت على جبين كل منهم قبلة ..
مضيتُ إلى غرفتي بخطى متثاقلة ..واستلقيت على فراشي ..
أغمضت عينيّ بوهن .. أحضن بين رموشها صورة باهتة المعالم لطفلة صغيرة كانت يوما .. أنا..
*********************
يُتبع ..
* حقوق الأغنية محفوظة للفنان الراحل محمد فوزي