هل أنتم هنا ؟؟ .. أهلا أهلا .. حسنا انتظروني قليلا .. عندي مهمة صعبة جدا لابد و أن انتهي منها .. لحظة من فضلكم ، سأعود حالا ".
*طيري يا عصفورة .. أنا متلك حلوة صغيورة
الجزء الأول
ها قد عدت إليكم من جديد .. أعتذر عن الوقت المستقطع بسبب انشغالي بالانتقام من الوحش الكاسر الذي قام باقتلاع يد دميتي الصغيرة .. فكانت تجب علي معاقبته .. امممم .. رحت لأنتقم .. فعدت بخفي حنين و بعض الخدوش .. لا يهم .
تتساءلون كيف أنا اليوم .. صحيح ؟؟ !! ..
عمري الآن سبع سنوات .. وأنا في الصف الأول الابتدائي .. لقد كبرت قليلا وطالت قامتي .. وطبعا لم أعد أملك بضع شعيرات فقد طال شعري وأصبحت أتفنن في رفعه وتسريحه وتجديله بمساعدة أمي .. لدي غرفة نوم جميلة وألعاب كثيرة ودمى رائعة أمارس عليها أمومتي الطفولية .
في المدرسة لدي الكثير من الصديقات .. فأنا محبوبة وطالبة مجتهدة .. لكن خجولة بعض الشيء و عنيدة جدا ..
أحب كثيرا قصص الأميرات و مشاهدة الرسوم المتحركة التي تحكي حكاياتهم .. فأنا أملك الكثير منها .
فساتين، أحذية .. حقائب وإكسسوارات تخص البنات في مثل عمري .
أحب أن أتزين مثلهم لأبدو كأميرة من خيال.
حتى أطباقي و كؤوسي التي أشرب بها الماء والحليب والعصير عليها رسومات من وحي الرسوم المتحركة .
ذات يوم كنت في المطبخ أريد أن أسكب لنفسي بعض الطعام في طبق صغير عليه رسومات سندريلا .. فوقع الطبق وتناثر الطعام على أرضية المطبخ .. فركضت مسرعة نحو جدتي لتحميني من توبيخ أمي .. نعم جدتي .. لا تزال تمسح على جبيني وتقبّل رأسي .. ولا أعرف ما هو السر الذي يشدها نحو رأسي هذا لتقبله .. أحيانا أتخيل بأنها تنوي نزع بضع شعيرات من رأسي لتلصقها في رأسها لأن شعرها أبيض .. وكثيرا ما كنت أتأملها فأراها تتنهد بعمق وتتمتم ببضع كلمات لا أعرف مقصدها .. ولا أعرف لم تقولها أساسا .. تقول " ليتني أعود طفلة " .. فأسألها لِم تقولين ذلك ؟؟ .. فتجيبني : " عندما تكبرين وتصبحين في عمري ستعرفين " ..
يا الله .. حتى معرفة هذا السر سيتطلب مني أن أعيش عمرين فوق عمري لأكشفه .
في بعض الأحيان تفتقدني أمي فتبحث عني في أرجاء البيت .. وأخيرا تجدني في غرفتها أرتدي حذاءها ذي الكعب العالي وعلى وجهي أصباغ حمراء وخضراء .. فتجرني من يدي و تُقحم وجهي البريء تحت صنبور المياه وتشطف عنه ألوان قوس قزح وتقول لي : " لازلت صغيرة ..غدا عندما تكبرين قليلا سوف أشتري لك أدوات زينة حقيقية لتتزيني بها "..
عندما أكبر .. عندما أكبر .. يا إلهي متى سأكبر وأحقق جميع أحلامي وأنجز كل مشاريعي المؤجلة إلى غدٍ آخر ..
حسنا لا داعي للامتعاض .. فكثيرا ما ألجأ إلى عمتي التي تسمح لي باستخدام أحمر الشفاه كما عودتني منذ كنت صغيرة أحبو.
في الصباح الباكر أستيقظ بلا إثارة للمتاعب، فأغسل وجهي و أتناول إفطاري، و مع كل وجبة إفطار أثرثر كثيرا و أحكي كثيرا فينقضي الوقت سريعا جدا فيما لا يزال أخي يرتدي ملابسه على مهل. وأحيانا أكون أنا المشاغبة و بسببي نتأخر عن موعد المدرسة.
صعبة المراس أنا أثناء تسريح شعري .. في بعض الأحيان أطلب من أمي جديلة واحدة فقط، و أحيانا جديلتين، و كثيرا ما أحبذه متطايرا بلا ترتيب .." أنا الآن في عمر إثبات الذات و تكوين الشخصية .. و لهذا أنا آمر و أنهي و أفرض رأيي على الجميع " .
أثناء مشوارنا الصباحي نحو المدرسة يصادفنا ذلك البيت .. في زاوية شارع هادئ .. ونرى صبيا صغيرا قد يكبرني في العمر ببضع سنوات يقف مع شقيقته على الرصيف في انتظار الباص .
في إحدى المرات أوقف أبي السيارة بجانب الرصيف و هتف على الصبي مناديا، فاستجاب للنداء.
أخذ أبي يتحدث معه قليلا و سأله عن اسمه و اسم شقيقته و مدرسته و عمره .. الخ ..
فيما كنت أنا أموت خجلا.
قد تكون هذه التجربة من أول المواقف التي تواجهني مع الجنس الآخر.. و أول ارتباك في حياتي.
في اليوم التالي .. كنت اجلس في المقعد الخلفي فيما كان أخي بجانب والدي في المقعد الأمامي للسيارة .. عندما مررنا من جانب البيت.. مرورا سريعا و على عجل لم أتمكن خلاله من رؤية هذا الصبي ولا حتى شقيقته .. لماذا ؟؟ ..
كنت قد اختبأت عنه وحشرت نفسي بين المقعد الأمامي والخلفي حتى لا أراه ولا يراني ..و لماذا ؟؟ ..
لأنها المرة الأولى التي استشعرت فيها حياء الأنثى داخلي.
أعادني هذا الموقف لعام مضى .. كنت في الصف التمهيدي .. عندما قام زميلي بطلب يدي للزواج.
لم أقبل ولم أرفض .. فقط التزمت الصمت .
********************
يُتبع ..
*حقوق الأغنية محفوظة للفنانة ماجدة الرومي
في إحدى المرات أوقف أبي السيارة بجانب الرصيف و هتف على الصبي مناديا، فاستجاب للنداء.
أخذ أبي يتحدث معه قليلا و سأله عن اسمه و اسم شقيقته و مدرسته و عمره .. الخ ..
فيما كنت أنا أموت خجلا.
قد تكون هذه التجربة من أول المواقف التي تواجهني مع الجنس الآخر.. و أول ارتباك في حياتي.
في اليوم التالي .. كنت اجلس في المقعد الخلفي فيما كان أخي بجانب والدي في المقعد الأمامي للسيارة .. عندما مررنا من جانب البيت.. مرورا سريعا و على عجل لم أتمكن خلاله من رؤية هذا الصبي ولا حتى شقيقته .. لماذا ؟؟ ..
كنت قد اختبأت عنه وحشرت نفسي بين المقعد الأمامي والخلفي حتى لا أراه ولا يراني ..و لماذا ؟؟ ..
لأنها المرة الأولى التي استشعرت فيها حياء الأنثى داخلي.
أعادني هذا الموقف لعام مضى .. كنت في الصف التمهيدي .. عندما قام زميلي بطلب يدي للزواج.
لم أقبل ولم أرفض .. فقط التزمت الصمت .
********************
يُتبع ..
*حقوق الأغنية محفوظة للفنانة ماجدة الرومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق